أخطار التطرف والارهاب

أصدرت مؤخرا بالرباط الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والارهاب بيانا ( تستحضر فيه مرافعتها المستمرة ضد الخطاب والممارسات السياسية التي تهدف إلى فرض خطاب الإسلام السياسي الذي ينشر سموم التطرف والإرهاب المغلف “بحرية التعبير” والذي هو واقعيا انتصار لفكر إقصائي لا يؤمن لا بديمقراطية ولا بحقوق الإنسان ولا بحق الاختلاف و ذكرت بظروف التأسيس التي أملتها الضرورة لمجابهة خطر الإرهاب مبينة بانه بعد سنتين من الرصد أثبتت أن المبادرة كانت ضرورية ولازالت ذات راهنيه و مطروحة بقوة و عليها الاستمرار والتطور؛ فرغم يقظة أجهزة الأمن و عملها المستمر ليل نهار في تفكيك خلايا الإرهاب التي كانت تنوي القيام بعمليات دموية؛ إلا أن الخطر لازال قائما ويتم تغذيته باستمرار من خلال خطابات الإسلام السياسي التحريضية التي تستهدف المغرب في استقراره؛ تعدديته ونموذجه في التسامح.)
جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق تجد ان ما جاء في هذا البيان يتفق – من حيث المبدأ – مع منطلقاتها .

لكنها لا ترى انه من الاصح ان نسمي الامور باسمائها الحقيقية . اذ بدل الحديث عن الاسلام السياسي يتعين التزام الموضوعية بدل التحليق بعيدا عن الحقيقة .فنحن نعتقد بان الاسلام السياسي ليس كله مصدرا للتطرف و للارهاب وان كان يخدمه في بعض الحالات المعروفة . لقد اصبح مؤكدا وثابتا . أن الاسلام الامريكي (القاعدة

و داعش و أخواتها) هو مصدر التطرف والارهاب.

صحيح ان الامريكان ومن يسير في فلكهم وجدوا من يصنع لهم الخطاب المتطرف . لكن المخططات والاستراتيجيات و اللوجيستيك من اعلام وتسليح وتمويل ودعم متعدد الاوجه. مصادره لم تبق خافية على أحد .
ونعيد فيما يلي التذذكير ببعض فقرات ديباجة القانون الاساسئ لجمعية مبادرة للمواطنة والحقوق . لعلها تساعد في فهم ماتفق فيه وما نختلف من اجله مع البيان سابق الدكر :
نشأت دواعي تأسيس جمعية مبادرة للمواطنة و الحقوق ، ضمن سياق تاريخي تطبعه تحولات كبرى يعرفها العالم من حولنا … صحيح أن تاريخ البشرية عرف عصوراً مظلمة ، غير أن ما حدث و يحدث ، وخاصة منذ 2011، والذي وصف “بالربيع العربي ” والذي تتفاعل وتتوالى أحداثه بصورة درامية , و في أجواء أهوال جعلتنا نعيش حقبة تاريخية تتميز بكونها أقل سلمية، وأقل قبولا للتعايش والتساكن السلميين… إنها حقبة أكثر اضطراباً و دموية ، بل ووحشية، ضربت و تضرب كل ما هو طيب و جميل في الإنسان. و شوهت المعتقدات ، وحطمت حضارات على أنغام التكبيرات ودنست مقدسات ، و ارتكبت الفواحش… حقبة قد تعصف بدول، وقد تفرض خلق كيانات أخرى جديدة، تزيد المقسم تفتيتا ، وفق مخططات الجغرافيا السياسية التي يتحكم فيها كبار هذا العالم…في هذا الخصم من الإحداث, التي تتسارع في سياق “ربيع”اسودت أيامه أكثر من لياليه ، وشلالات دمائه التي أصبحت عصية على أن تنضب… في هذه الظروف المضطربة، عرفت بلادنا كيف تحافظ على استقرارها ، وأصبحت تتوفر على دستور جديد ، مثل نقلة نوعية، وشكل أرضية تمكننا من السير نحو دولة الحق والقانون التي تصان فيها الحقوق وتفتح الآفاق أمام الحريات.
إلاّ أن توسع دائرة الاضطرابات ، والتهديدات الإرهابية وازدياد درجات العنف، تجعل بلادنا مطالبة بالمزيد من اليقظة لدرء الأخطار المحتملة، ولضمان أمن و طمأنينة المغاربة، خاصة مع تواتر الأحداث والتقارير الدولية حول ما يتفاعل من تهديدات في منطقتنا، إضافة إلى أجواء الانغلاق والتوتر والتجاذبات العبثية التي عمرت طويلا، وخلقت هشاشة أمنية تطال استقرار و مصالح الدول والشعوب بالمنطقة وجوارها..

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*