قراءة في الوثيقة السياسية لجماعة العدل والاحسان.. الملاحظة السابعة

صفحة الاستاذ ادريس العمراني المحامي

رغم استدعاء الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان للفضلاء الديمقراطيين لحضور تقديم الوثيقة السياسية ،ولتاكيد رغبتها في تغيير بعض مفاهيمها وعلاقاتها مع الفضلاء الديمقراطيين ،فان المشروع السياسي لجماعة العدل والإحسان لازال منغمسا ومتشبثا بأفكار المرشد المرحوم عبد السلام ياسين بتاكيدها على أنها تهدف إلى: ((بناء نظام شوري ، ذلك أن ماعرفته الأمة منذ الانكسار التاريخي ، وما تعيشه أغلب المجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة من ترد وانحطاط يعود في جزء كبير منه إلى تغييب الشورى باعتبارها جوهر الحكم وركيزته الأساس)) (ص25) … مفسرة الانكسار التاريخي في هامش الصفحة 25 بانقضاض عروة والانقلاب الغاشم من خلافة راشدة إلى ملك عاض وراثي.

فاعتبار المنهج النبوي والأساس التربوي والأفق الدعوي كأساس لبناء التصور السياسي للجماعة ، يضعنا امام استمرار ارتباط الجماعة بالإرث الياسيني وبتفكيره،وبغلبة الطابع الدعوي على الوثيقة السياسية التي لانجد فيها إلا احالات واستشهادات لمقولات الشيخ عبد السلام ياسين رحمة الله عليه.

ومما يؤكد بعد الوثيقة السياسية عن الأفكار الديموقراطية وعن مصدر السلطة وعلاقات الفرد والجماعة هو ما أشارت إليه في الصفحة 27من أنه ((تستمد الخصائص الأساسية للمشروع السياسي للجماعة من خصائص مشروعها المجتمعي كما بسطها المنهاج النبوي ,))وفى هذا التحديد والتخصيص استمرار لتمسك الجماعة بفكرها التقليدي الذي على أساسه خرجت للوجود كحركة دعوية وليس كحركة سياسية مما يؤكد أن الوثيقة السياسية لم تات باي مستجد لتطوير افكار الجماعة وتنويع مصادر فكرها سياسيا وانما اقتصرت على التذكير والاستشهاد بمواقف المرحوم عبد السلام ياسين مما يؤكد أن ظل المرحوم عبد السلام ياسين مازال جاثما على واضعي الوثيقة السياسبية لجماعة العدل والإحسان.

يتبع … الاستاذ ادريس العمراني المحامي ونائب رئيس جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق .

Toutes les réactions :
55


8


J’aime



Commenter


Partager


اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*