بيان استنكار وادانة لمحرقة غزة

الحروب الثلاث على غزة.. من وجهة نظر الكيان - مركز القدس للدراسات

ان جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق المتشبثة بنبل حقوق الانسان ومناهضة التطرف ، تتابع باندهاش كبير وألم عميق منذ 08 أكتوبر 2023 الهجوم الهمجي الواسع والمدمر والدموي ، و الحصار الخانق الذي ينفذ بواسطة حاملات الطائرات والسفن والغواصات النووية و الاقمار الاصطناعية التي تغطي سماء قطاع غزة ومنطقة الشرق الأوسط. هذا الهجوم الذي لا يحق وصفه بانه حرب . نظرا لان الوقائع الجارية لا ينطبق عليها باي معنى مفهوم الحرب، إذ أن ما يجري هو محرقة وتطهير عرقي في غزة ومذبحة بشعة في الضفة الغربية . وتؤكد الوقائع بوضوح ، ان تلك المحرقة الرهيبة تتم من طرف تحالف تقوده بكل أسف الولايات المتحدة الأمريكية والمتكون من اسرائيل و دول من الاتحاد الاوروبي .

وقد سجل العالم اجمع ، ان محرقة غزة تتم بواسطة ترسانة أسلحة فتاكة ، من صواريخ ومدفعية مختلفة الأنواع والأحجام، ومن الطائرات والسفن والغواصات النووية والذخائر المخالفة للمواثيق الدولية والقانون الإنساني الدولى …وذلك الى جانب الترسانة الإعلامية التي تقوم بنشر الاخبار الزائفة وتشويه الحقائق والقيام بحملات دعائية لتغليط شعوب العالم الى جانب تفعيل المتابعات القضائية والتوقيف من العمل في حق من عبر عن رأي مخالف لحكومات دول التحالف المنخرطة في محرقة غزة مع الاستعمال المبالغ فيه للقوة الزائدة والشرسة لقمع مظاهرات الشعوب المتضامنة مع ضحايا المحرقة بالشوارع واللجوء إلى منع الحق في الاحتجاج والتظاهر . ذلك ما تتبعناه في العديد من الدول منها فرنسا وألمانيا وإيطاليا والجزائر .

وقدسجل المراقبون عبر العالم تلك التطورات الرهيبة لمجريات محرقة غزة . من حرق الأجساد وتدميرالمؤسسات الخيرية والمباني الصحية والسكنية ودور العبادة والمدارس والجامعات والبنيات الطرقية . الى التخريب الممنهج للوعي والفتك بالعقول والمشاعر. وشاهدنا يوم 29 فبراير2024 , ارتكاب ما هو اكثر فضاعة وهولا … فإلى جانب حرق الأجساد ادخل التحالف المعتدي بوحشية وهمجية غير مسبوقة في التاريخ اسلوبا جديدا في القتل وصفته وسائل اعلام دولية ب : مطحنة الدقيق . تلك المطحنة التي أستخدم فيها التحالف المعتدي ، القتل بالرصاص والدهس والسحل بالدبابات والمجنزرات لطحن حوالي 940 جسدا بين قتيل وجريح من بين الجموع التي كانت تود الحصول على حصة من الدقيق الذي كان قد ادخل للقطاع.

واذا كانت المحرقة قد عرفت التطور من حرق الأجساد الى طحنها… وكما تنبأت جمعيتنا في بيانها الصادر يوم 15 أكتوبر 2023 . فان العدوان بدوره آخذ في التوسع . حيث طالت نيران التحالف المعتدي العديد من شعوب الشرق الأوسط. ووضعت الممرات البحرية والبرية تحت المراقبة . وذلك لعدة أهداف من بينها إرادة الرفع من منسوب الغضب لدى شعوب المنطقة والدفع بها الى ما يدمر امن واستقرار دولها .لتسهيل الترتيبات اللازمة لقيام اسرائيل الكبرى .

وبناءا عليه. وأمام اهوال جرائم المحرقة وبشاعة المطحنة ، ودناءة المذبحة وفضاضة التسلط على المنطقة وتطويقها . وحيث أن فواجع محرقة ومطحنة غزة ، تدمي القلوب وتمزق المشاعر وتهز الوجدان ، وتقوي مفعول الاحتقان في الشرق الأوسط وفي العالم . فاننا من جهة ..

ندين بقوة الجرائم البشعة لمحرقة التحالف الدولي ، ونشجب المخططات القذرة الرامية إلى التطهير العرقي لشعب فلسطين واقبار حقه في إقامة دولته ونرفض التوسع التدريحي للعدوان ضد دول و شعوب الشرق الأوسط . ومن جهة اخرى ..

نحذر من الهزات الارتدادية لاهوال محرقة غزة وفضاعات مطحنتها التي تتفاعل في وجدان شعوب ومجتمعات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ان بلدان وشعوب هذه المنطقة واقتصاداتها قد انهكتها الاضطرابات والحروب. ويتعين على دول هذه الجهة من العالم أن تتحلى باليقظة و بالحكمة اللازمتين ، للحيلولة دون حدوث ما يهدد مجتمعاتنا من انفجارات للغضب . والعمل على ثني التحالف المعتدي عن المضي في النهج المؤدي إلى إغلاق آفاق السلام العادل والشامل وفق الشرعية الدولية والقرارات الاممية. والتوقف عن أساليب خنق الشعوب وقهرها ، واستبعاد فرض الحلول بالقوة بما يساهم في تقوية فرص السلام في عالم اصبح في حاجة الى الامن والاستقرار والتضامن اكثر من اي وقت مضى.

المكتب الوطني في 5مارس2024

Peut être un dessin de 1 personne et texte

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*