على هامش برنامج مع الرمضاني

مع الرمضاني.. وهبي يرد على إشاعات إعفائه: لا يمكن لزوبعة صغيرة أن تدفعني  للاستقالة من منصبي كوزير وكمسؤول حزبي

تتبعت اخير على الشاشة ، حلقة من حلقات برنامج ” مع الرمضاني ” وقد جاء فيها كلام كثير على لسان السيد وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة . لكن ما يهمني في هذه الاطلالة، مسألة ما يتعلق بحق المغاربة في التعبير … حيث أن ما فهمته من كلام صاحب المعالي هو ان المتابعات في مجال الرأى والصحافة ، تنقسم إلى تلك التي تتم معالجتها في المحاكم وفق أحكام القانون الجنائي و تلك التي تتم متابعتها وفق قانون آخر مخصص لأصحاب بطاقة الصحافة ..الا اذا كنا لم نفهم كلام معاليه .. لكن ما يحيرنا ويدخلنا في متاهة لاحد لها ليس له صفة قانونية فقط ، بل يتعلق بالمباديء والأخلاق.. وقد يتعدى ذلك الى سمعة البلاد وصورتها في الداخل والخارج . مثلا عندما يكون مدون في منصات التواصل او في قناته الخاصة قد ارتكب مخالفات تتعلق بالحياة الخاصة للناس، او أعراضهم او تعريضهم للتشهير و للسب والشتم او نشر اخبار زائفة .. وهذا ما لايقبله احد . فانه يتابع وفق القانون الجنائي . لكن عندما يرتكب صاحب البطاقة السحرية نفس الأفعال فانه يتابع وفق فصول قانون آخر خاص بأصحاب البطاقات … اكل الجزر أو التفاح ، هنا حرام وهما نفسيهما هناك حلال او مستحب او مكروه … أو لا أدرى من التوصيفات والتكييفات.

يا اخواني رحمة بنا ، فالتشهير ونشر الاخبار الزائفة وغيرها من الأفعال المشينة ، هي نفسها ولايحق اعتبارها جريمة هنا وغير ذلك هناك . ربما المقصود اشياء اخرى يريدون ردعها،؟…اننا ننادي بالشفافية والوضوح .

واخيرا ، يطيب لي ان أذكر. وعسى أن تنفع الذكرى، بان الصحافة في بلدنا وفي العالم العربي على الاقل، لم يطورها اصحاب بطاقة . بل مثقفين وعصاميين كبار من أمثال *غلاب *في جريدة *العلم *و *علي يعتة * في صحافة الحزب الشيوعي المغربي وحزب التقدم والاشتراكية . والسي *لبريني* في صحافة الاتحاد وخاصة *الأحداث المغربية *، و*محمد باهي *رحمه الله….وغيرهم . هؤلاء نهضوا بالعمل الصحفي قبل ان تكون الصحافة تزاول ببطاقة .

الذي يتعين أخذه بعين الاعتبار هو ان الفعل الصحفي، يتطلب درجة علمية وحمولة ثقافية تؤهل صاحبها لان يمارس التعبير عن الرأي و مخاطبة المجتمع وليس فقط التوفر على بطاقة كثر الكلام حولها .

رئيس الجمعية محمد الغزاوني

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*