الوطنية المغيبة

كنت في تدوينات سابقة قد عبرت عن انخراطي في هاشتاغ مراجعة اثمان المحروقات. لكنني عبرت عن موقف مخالف من شعار ” ارحل”لان هذا الذي نطالب برحيله، نحن من أتى به. كلنا، سواء من أدلى بصوته او من قاطع او من لم يعر أدنى اهتمام. اي أصحاب العزوف بكل أشكاله. فكلنا سهل المهمة للكائنات الانتخابية بمن في ذلك النخبة المثقفة التي غابت عن العمل الحزبي. والحال انه من المستحيل قيام حياة ديمقراطية بدون أحزاب سياسية.لقد تركنا الميدان مشرعا أمامهم بحيث يكفيهم ان يتم “جمع” عدد من الأصوات بكل الوسائل للوصول إلى البرلمان والى سدة الحكم. وفقهاء العزوف والوعي السياسي العجيب يتمادون في عزوفهم المنعش للنصب الانتخابي و منهم قوم يبررون موقفهم هذا بخطابات تعود لتروتسكي وروزا لوكسنبورغ وفولين Voline ومن لف لفهم . لقد افرغت ساحتنا من ظاهرة المثقف العضوي. اشتقنا إلى زمن عبد الله ابراهيم والدكتور هادي مسواك وعزيز بلال لقد اشتقنا إلى ظاهرة الفيلسوف المناضل والقائد السياسي منذ الدكتور عابد الجابري. لقد افتقدنا أمثال صاحب النقد الذاتي الزعيم علا الفاسي. وغيره من القامات الشامخة. نعم ،لدينا الكثير من الكفاءات لكنها لاتظهر في الساحة، فهل تنتظر هذه الكفاءات ان نأتي بها كما يفعل الناس مع العريس ليلة الدخلة؟الكثير من يسير أمورنا يفتقد لمقومات رجال الدولة. لكننا عندما يتعلق بالشؤون الخارجية والداخلية وإدارة الدفاع الوطني نجد الانجازات التي يشيد بها الشعب ويفتخر.فلماذا نجد أمامنا هذا التذمر الشعبي عندما يتعلق الامر بباقي القطاعات الحكومية؟ليعلم الجميع أن المغاربة وطنيون حتى النخاع. يحبون ملكم و يتفانون في حب بلدهم. ارجوكم ان لا تفسدوا علينا وطنيتنا. فوطنيتنا بصحة جيدة ولا يزعجها سوى كهنة المال. وتربيتنا يعطى بها المثل، لا يشكك فيها إلى من يسعى لتحويل البلد إلى ضيعة خاصة لجمع الثروة باي اسلوب ولو كان على حساب الصالح العام و مزعحا للطمأنينة. لقد امتدت الأيادي إلى العبث حتى بسمعة البرلمان الذي أصبح بعضهم يغرد من منبره خارج ارادة الأمة . رئيس الجمعية في 2022/7/26

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*