بيان حول احداث احتجاجات “جيل :GenZ -212

تتبع المكتب الوطني لجمعية مبادرة للمواطنة والحقوق ، باهتمام وانشغال كبيرين .احداث الاحتجاجات السلمية التي عرفتها المدن الكبرى يومي 27و28 شتنبر 2025 ؛ و التي رفعت مطالب تتعلق بالحق في الصحة وفي التعليم والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية .وكذلك تلك الأحداث المؤسفة التي اندلعت بعد ذلك في عدة مناطق ، مخلفة اضرارا بليغة بالممتلكات العامة والخاصة  وبمقرات إدارية و أمنية والحقت اصابات متفاوتة الخطورة في حق افراد قوات حفظ النظام ..  كما عاين الجميع فإن التدخلات الأمنية اثناء الاحتجاجات السلمية ،وان كانت لم تبالغ في استخدام القوة ، الا انها عرفت مواقف غير مقبولة من بعض الأفراد الذين مارسوا الاعتقال العشوائي للمارة و المس بالسلامة الجسدية للاشخاص واستعمال بعضهم لالفاظ حاطة بالكرامة وخادشة للحياء . كما لاحظنا في نفس الوقت ، اقحام اشخاص لا يرتدون الزي الرسمى للشرطة وتصرفاتهم العنيفة تطرح التساؤل حول مدى توفرهم على مؤهلات مهنية للتدخل الامني .

 

واذا كانت وفاة ثمانية نساء اثناء الولادة في أكادير وما رافقها من ردود افعال غاضبة قد مثلت الشرارة المباشرة لاندلاع هذه الاحتجاجات ، فإن هناك اسباب اخرى غير مباشرة لعبت دورا كبيرا في خلق أجواء متوترة ،. كالغلاء وانتشار الفساد وتنامي ظاهرة الاحتكار التي ركزت الثروة ونشرت الفقر ،وادت الى كساد ملحوظ للشركات والمقاولات وتدهور الخدمات العمومية وانفراد الحكومة بتمرير قوانين تتضمن تراجعات في مجال الحقوق والحريات و تحمي الفساد والاثراء غير المشروع .هذا وغيره تم في ظرفية سجلت البطالة معدلات مرتفعة ، حيث وصلت 13,3٪ وبطالة الشباب وصلت 36,7٪ حسب تقارير المندوبية السامية للتخطيط .

ولعل هذه الاوضاع وضعف تواصل الحكومة وافتقار خطابها للحس السياسي قد تسببت في ارتفاع مستوى الضغوط النفسية والاقتصادية والاجتماعية للمغاربة عموما والشباب خصوصا  وذلك في اجواء أزمة الثقة المفقودة في الحكومة وفي الأحزاب التي يخترق الفساد العديد منها .

ولهذا وجدت مطالب جيل زاد تجاوبا كبيرا لدى مختلف الاوساط المجتمعية ر غم ان العديد من المواطنين عبروا بداية عن شكوكهم في هذه الحركة لكونها تفتقر إلى قيادة معروفة وتاطير ظاهر  وأنها دعت للاحتجاج مستعملة وسائط رقمية باستقلال عن أية هوية .لكن رغم كل ذلك فإن الشباب الذي خرج للاحتجاج اظهراخيرا  وعيا ملحوظا و غيرة وطنية.

وهكذا ، فإن جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق ، بصفتها جمعية وطنية للتفكير والاقتراح والمبادر ة ،و تعمل من اجل :
1- بث روح المواطنة وثقافة السلوك المدني .
2- التشبث بنبل مباديء حقوق الانسان و مناهضة التطرف.
3- دعم فضائل الاستقرار والثقة في المستقبل

// اذ تعتبر ان المطالب و الشعارات التي رفعها جيل Z تتجاوب مع مطامح الشعب المغربي . فانها في نفس الوقت تعبر عن تحفظاتها اتجاه هذه الحركة التي لا يتجاوز وجودها الوسائط الرقمية وقياداتها غير معروفة. بالرغم من ان ذلك قد يكون أمرا احترازيا لاتقاء الملاحقات والتهديدات التي طالت فعاليات مختلفة و التي دأبت على اصدارها الجهات الحكومية النافذة . ولا يفوت الجمعية هنا ان تنادي بإطلاق سراح كل المحتجين السلميين الذين لم يرتكبوا أي جرم.

// تدين و تشجب أعمال التخريب التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة بما في ذلك سيارات الامن و المقرات الأمنية ، وتستنكر بقوة الاعتداءات الأجرامية التي استهدفت افراد القوات الامنية ، واذ تتضامن معهم و تدعو لهم بالشفاء العاجل ، فانها تطرح السؤال عن الجهات التي قد تكون حركت هذه الاحداث العنيفة .

// تحمل الحكومة مسؤولية ما وقع يومي 27و28 شتنبر 2025 ،وماقبلها وما بعدها .. حيث أن سياستها رفعت منسوب غضب الناس ، بعدم الوفاء بوعودها وبالبرنامج الذي تقدمت به للمغاربة ،فاشتعل الغلاء و توسعت دائرة الفساد ، و تم التراجع عن الكثير من المكتسبات ، وعدم الاكتراث بالرأي الآخر بما في ذلك تقارير مؤسسات الحكامة . و دأبها على  الجمعيات والصحافة و مستعملي. منصات التواصل ، مما خلق أجواءا متوترة .

// تدعو الحكومة الى وضع حد للصمت والاسراع في التفاعل مع مطالب الاحتجاجات بما يحرر الشارع الذي اصبح يستقبل كل يوم حساسيات وشعارت جديدة .

// تنبه الى مغبة ما قد يترتب من نتائج التضييق على سكان البوادي في مجال السكنى والبناء ، و التوجه نحو ردم الابار ، ومنع صغارحاملي المشاريع الفلاحية من الوصول إلى الماء لسقي اشجار مقاومة للجفاف اولري المواشي  في إطار التشبث بسياسة مائية  تتطلب المراجعة و مراعاة الاحوال ومتطلبات الامن الغذائي للمغرب .. وذلك في وقت تبدد فيه الثروة المائية لسقي مزروعات مستهلكة للماء مثل الافوكا.

وفي الختام فإن الجمعية تذكر بانها سبق أن نبهت إلى خطورة الاستمرار في حماية الفساد والاثراء غير المشروع  وتمرير التشريعات التي لا تتلاءم مع صورة المغرب الحديث … كما سبق أن عبرت عن قلقها من تنامي ظاهرة الاحتجاجات و المواجهات مع المواطنين ودعت الى التعامل الايجابي مع المطالب الشعبية و نهج اساليب الاحتواء والتهدئة وايجاد الحلول ، والابتعاد ما أمكن عن كل ما قد يعقد المشهد في ظرفية لا تسمح بمثل هذه الأخطاء القاتلة .

ان جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق لا يمكنها في هذه الظروف الا ان تدعو الجميع الى التهدئة وبحث كيف يمكن تحويل هذا الغضب الشعبي والحراك الشبابي الى فتح آفاق جديدة نحو المستقبل  و استغلال هذه الاحتجاجات للاقناع بالمشاركة في الحياة السياسية والاقلاع عن العزوف الانتخابي لبناء حياة ديمقراطية سليمة كما اوصى بذلك جلالة الملك نصره الله …ديمقراطية تضع سدا منيعا في وجه الفساد السياسي لتجار الانتخابات .

المكتب الوطني. الدارالبيضاء في 06 اكتوبر2025.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*