تقرير يتعلق بمجريات اللقاء التواصلي حول الاجهاد المائي في ظل التغيرات المناخية

ندرة الماء تضرب المغرب وتضعه في أزمة حقيقية

بشراكة بين جمعية تسيير مركز سيدي مومن للتنمية البشرية بالدار البيضاء . وجمعية مبادرة للمواطنة والحقوق . تم تنظيم لقاء تواصلي يوم 13 فبراير 2025 حول “الاجهاد المائي في ظل التغيرات المناخية ”
وذلك مساهمة من المنظمين في التوعية والتحسيس بناء على اسس علمية ؛ بقضايا تدبير الماء في ظل الندرة التي فرضتها ظاهرة الجفاف المزمن و التغيرات المناخية التي تتعرض لها بلادنا . وذلك في اطار الادوار التي خص بها دستور المملكة المغربية جمعيات المجتمع المدني ؛ وتجاوبا مع توجيهات جلالة الملك المتعلقة بالتصدي لقضايا الاجهاد المائي في المغرب .
تمت مجريات هذا اللقاء بحضور جمهور من الفعاليات الجمعوية ومنتخبين من مقاطعة سيدى مومن وجماعة مدينة الدار البيضاء . وعدد من المهتمين الذين استمعوا في بداية اللقاء الى كلمة ترحيبية مركزة قام بالقائها رئيس جمعية تسيير مركز سيدي مومن للتنمية البشرية السيد” عبد الحق داف” الذي ابرز بتركيز، الاهمية التي يكتسيها موضوع اللقاء . ثم تقدم رئيس جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق السيد محمد الغزاوني ، بكلمة شكر في مستهلها السيد رئيس جمعية تسيير مركز سيدي مومن الذي استضاف هذا اللقاء وساهم في التحضير الجيد له . ثم تطرق لتقديم موضوع اللقاء من خلال تذكيره بان المملكة المغربية مثل العديد من بلدان العالم ، تواحه ندرة الموارد المائية ، وتعاني مما ينجم عنها من اشكالات مقلقة في ظل التحديات والمتزايدة الناتجة عن التغيرات المناخية والاجهاد المائي . مبرزا ان موضوع اللقاء له علاقة وثيقة بقضية الامن الغذائي الذي يحضى باهتمام جلالة الملك محمد السادس نصره الله .باعتبار ان الامر يتعلق بقضية حيوية ، وتتصل مباشرة بالتنمية الاقتصادية و الاجتماعية .

بعد كلمته التقديمية فسح المجال لتقديم المداخلات الاكاديمية التي تناولت الموضوع كالآتي :

//اولا: مداخلة للدكتورة سعيدة بنزاهير ، الرئيسة الجهوية لجمعية الماء والطاقة للجميع . والتي خصصتها لتناول الوضعية المائية في المغرب في ظل التغيرات المناخية ، حيث قامت باستعراض مفصل للوضعية المائية ببلادنا وذلك من خلال معطيات غنية بالارقام و المقارنات المتعلقة بالموضوع . مشيرة الى ان الوضع المائي بالمغرب وصل الى مرحلة محرجة تتميز بازدياد الطلب على الماء في ظرفية يطبعها تفاقم الوضع ، الامر الذي يتطلب من المغاربة الوعي بالاجهاد المائي وادراك ماهية الطرق الفعالة الواجب اعتمادها لمواجهة اخطار وتداعيات ندرة الماء.

//ثانيا : مداخلة الدكتور دحشور عبد المالك ، استاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة .والتي تناول فيها محور تدبير المياه . اذ بعد تنويهه بالاجراءات والتوجيهات الملكية السامية بخصوص اعتماد سياسة مائية تتصف بالفعالية والعقلنة . تطرق للموضوع من مختلف جوانبه التاريخية والقانونية ، كما لامس سياسة تدبير المياه التي يجب ان تتخلص من مكامن الخلل . و منها تجنب المزروعات المستنزفة للماء واساليب الري المبذرة له. والابتعاد عن الخضوع لتنازع المصالح وضمان التوزيع العادل للماء .
وقد كان العرض غنيا بالمعطيات الرقمية والقانونية وتاريخ تدبير الماء في المغرب .

//ثالثا : مداخلة الدكتور ابراهيم لخليف ، استاذ في المدرسة الحسنية للاشغال العمومية ، الذي تطرق الى محور له اهمية كبرى ، ويتعلق باعتماد مقاربة معالجة المياه العادمة . اذ تقدم بتوطئة علمية حول عملية اعادة تدوير المياه المستعملة ، ثم قدم عرضا حول التجربة المغربية في هذا المجال ، مستعرضا تشخيصا موضوعيا لهذه العملية التي اصبحت تغطي حاجيات بعض المدن من مياه سقي المساحات الخضراء ./.

وبعد هذه العروض الاكاديمية . فتح المجال امام الحضور للنقاش والاقتراحات التي اسفرت عن توصيات جادة والتي سبق نشرها انفا .

ومما تضمنته المناقشات ،التنبيه الى العديد من مكامن الخلل في السياسات المائية ، والحلول المقترحة والتي من شانها المساهمة في الحد من آثار التغيرات المناخية ، وفي ايجاد الكيفيات الملائمة للمحافظة على التوازنات اللازمة التي تسمح من جهة بديمومة التنمية الزراعية و الصناعية ، و مدالمغاربة بالمتطلبات المائية الضرورية للحياة  والتي تحذر من جهة اخرى من التداعيات الجانبية وغير المامولة لبعض القرارات ذات التاثير السلبي على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ،كوقف التنمية الفلاحية ، و هجرة سكان البوادي نحو المدن بسبب المنع الصارم من الوصول الى الحد الادنى من المياه .
و مما تم التعبير عنه من آراء اثناء هذه المناقشة
// اقتراح وقف المزروعات المستنزفة للماء مثل الحمضيات والافوكا والدلاح ذي البذور المستوردة . والدعوة الى الرجوع للزراعات غير المستهلكة للماء والمحافظة على البذور والانواع المغربية الاصيلة سواء تعلق الامر بالمزروعات ام بالحيوانات .
// كما تم التعبير على ان هناك تخوف قوي من توقف برامج الجيل الاخضر والتنمية الزراعية عموما . وتم التطرق في بعض المداخلات اثناء النقاش الى توسيع مجال تدوير المياه المستعملة حيث ان نسبة استغلال المياه العادمة حاليا لا تتجاوز 7%.
وجدير بالذكر ان هذا اللقاء التواصلي كان فرصة هامة لتبادل المعرفة و الآراء حول سبل التعامل مع التحديات واستكشاف الحلول الممكنة لاشكالياتها وخيوطها المتشابكة .. وهذا ما يؤشر على ان اهداف هذا اللقاء قد تم بلوغها بنسبة جد مقنعة .
وقد تبين ان هذا العمل يحب ان يتوسع ليستقطب فعاليات جمعوية وادارية ومجالس منتخبة حتى نتمكن من الوصول الى المزيد من شرائح المجتمع قصد التعبئة من اجل التنفيذ الامتن للتعليمات الملكية وللمواجهة الفعالة للتحديات التي تواجه بلادنا من جراء الجفاف المزمن .
وقد عبر المنظمون لهذا اللقاء عن املهم  يبالا ستمرار في العمل المشترك من اجل التعبئة لدعم المخططات والبرامج المرتبطة بالاستراتيجيات التنموية الوطنية الكبرى ، والمساهمة في التغلب عما قد يعترضها من صعاب ومعيقات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*