اعتاد المكتب الوطني لجمعية مبادرة للمواطنة والحقوق، ان يتوجه بالتهاني والتبريكات للمغربيات والمغاربة بحلول الأعياد الوطنية والدينية. وفي هذا الإطار، يتقدم للشعب المغربي ولكل الشعوب الإسلامية باخر التهاني والتبريكات ، بمناسبة عيد الأضحى المبارك .
الا ان التهاني هذه السنة كانت مثقلة بالخيبات التي نكتفي بان نذكر منها اثنتين فقط :
// الخيبة الأولى .. وتتمثل في حلول عيد الاضحى هذه السنة في ظرفية تخيم عليها احزان ومآسي غزة ، حيث تجري ابادة جماعية و محرقة رهيبة .. والام المذبحة البشعة في الضفة الغربية بتوقيت اسرائيل المدعومة من حلفائها … ان بشاعة مايجري للانسانية في غزة و المذابح الإجرامية في الضفة الغربية بفلسطين كانت تستدعي الاحجام عن ذبح الأضاحي كما فعل المغاربة لما أقدمت فرنسا على نفي بطل التحرير الملك محمد الخامس.. ذلك الأحجام الشامل الذي هز أركان سلطات الحماية آنذاك … لكن المؤسف ان المؤثرين والقادة لم يوجهوا الدعوة .فلو فعلوا لكانت استجابة الشعوب شاملة .
// الخيبة الثانية .. في بلدنا المغرب يحل عيد الاضحى، والغالبية العظمى من المغاربة تعاني من ارتفاع أسعار المحروقات وكل السلع ومن غلاء حارق لأثمان الأضاحي.. حتى ان الغالبية من المغاربة تفضل لو تم التخلي عن اقتناء الأضاحي هذه السنة .
ومما زاد المغاربة الما وغضبا ، ان حكومتهم ، بدل ان تقوم بتطويق الغلاء والتخفيف من معاناتهم .. نجد انها تطلق الخطابات البراقة البعيدة عن الواقع والتي تكذبها ممارسات ، بقدر ما يرتقع معها الغضب الشعبي بقدر ما تتضرر الثقة الشعبية في سياساتها. ويتجلى ذلك على الخصوص في التصريحات والخطابات الحكومية حول اثمان الأضاحي واستيرادها من الخارج… لقد كانت مع الاسف خطابات غير منسجمة و مليئة بالتناقض والأخطاء ، مما جعل الناس يفهمونها بكونها محاولات حكومية لإخفاء ممارسات غير سليمة كانت سببا في التهاب أسعار الأضاحي . حيث تبين ان المستوردين ليسوا كلهم مهنيين. مما فتح الباب أمام المضاربات والوساطات والتلاعب في سوق الأضاحي. فبقدر ما عاد ذلك بارباح طائلة على اصحاب الاموال بقدر ما انعكس سلبا على غالبية المواطنين .
ولهذا وامام هذا الوضع غير المقبول. فاننا نعبر عن رفضنا لهذه الممارسات الضارة ببلدنا . وندعو الحكومة الى إعادة النظر في سياساتها وفي أساليب تنزيلها للإصلاحات والبرامج الاجتماعية . وذلك لتقوية الجبهة الداخلية للبلاد وانسجاما مع الانتصارات التي يحققها المغرب في مجال السياسة الخارجية وفي جبهة التنمية والمشاريع المهيكلة الكبرى التي يقودها جلالة الملك نصره الله .