مقتل الياس الطاهري جريمة عنصرية ضد الانسانية

كباقي مكونات المجتمع المدني المغربي تتابع جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق باثرعميق
واندهاش كبير ، توالي انكشاف فصول جريمة التعذيب والقتل الرهيب للشاب المغربي ” الياس الطاهري “
يوم فاتح يوليوز 2019 من طرف ستة من رجال الامن بمركز ايواء القاصرين – تيراس دي أوريا –
بالميريا باسبانيا . وذلك بعد ان قامت جريدة البايس بنشر فيديو يوثق لجريمة نكراء بعد مرور ما يقارب
السنة على اقترافها ، الامر الذي ازاح الستار عن تواطؤ عدة اطراف تحالفت لإقبار ملف الجريمة ، والتستر
على القتلة . وهذا ما جعل مقتل الياس الطاهري جريمة مركبة ، جمعت ، من جهة القتل بنهش جسد
الضحية بأيدي ورفسه بأرجل وحوش ضارية ، محقونة بثقافة الحقد العنصري المتفشي في عدة اوساط
اسبانية . ومن جهة ثانية ، التستر والتواطؤ ، المتمثل في سلوك ادارة المركز، والقضاة الذين اعتبروا أن
مقتل الياس الطاهري ، وفاة عادية ، وأن الجناة أبرياء لكونهم تصرفوا وفق البروتوكول القانوني المنظم
لعملهم. و من جهة ثالثة رئاسة الحكومة المحلية التي نطقت بتصريح مهين للضحية ، حيث اعتبرت أن
الياس الطاهري كان يمثل خطرا ، وكأنها بذلك تعبر عن ارتياحها لقتله .
فإذا كانت الجريمة الى تاريخه لم تكشف عن كل خيوطها البشعة ، وان ملفها قد يفتح من جديد ،
فإننا نتخوف من استمرار محكمة الميريا على نفس النهج المتحيز ،الذي برأ المجرمين واعتبر أنهم لم
يقوموا إلا بتنفيذ التدابير المعمول بها بالمركز .والحال ان الفيديو يثبت ان القتلة اتوا بالضحية وهو فاقد
للحركة ، ممددا على بطنه جثة هامدة، وشرعوا في ربط جثته بالسرير فيما يشبه تمثيلية أمام الكامرات
للتملص من جريمتهم.
وبناء عليه، فاننا

  • نستنكر بأقوى العبارات جعل مراكز ايواء القاصرين باسبانيا مسرحا لتنفيذ بروتوكول يدوس انسانية
    نزلاء تلك المراكز الرهيبة .و لا يتلاءم مع العصر ويعود بنا لعهود الظلام .و لا يليق حتى بالحيوانات ،
    ويتنافى مع كل مبادئ التربية ، وابسط مضامين علم النفس التربوي ، ومعطيات عام نفس المراهقة.
  • ندين بشدة هذه الجريمة الرهيبة ونطالب بالتحقيق مع كل أطرافها: القتلة الستة ، وادارة المركز برئاسة
    مديرها الذي يقال انه قدم استقالته يوم 05 يونيو2020. ومساءلة قاضي الادعاء الذي مسك ملف القضية وقام
    بتكييفها وتقديمها ، وقضاة الحكم الذين برؤوا المجرمين .الى جانب رئاسة الحكومة المحلية لتصريحاتها
    المتواطئة .وأخيرا التقرير الطبي الذي يجب ان يراجع للتأكد من مدى موضوعيته ومهنيته .
    – نطالب بإجراء افتحاص تربوي وأداري في حق هذا المركز وذلك للتحقيق في شان جرائم الضغوطات
    والمضايقات والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تمت ممارسته على الياس الطاهري وعلى باقي النزلاء
    .واتخاذ ما يترتب على ذلك من مسؤوليات وجزاءات .
  • نعتبر ان هذه الجريمة التي انهت مسلسلا للممارسات الرهيبة في حق الشاب الياس الطاهري .، جريمة
    بشعة ، وترقى الى ان تكون جريمة ضد الانسانية .تستحق ان تعرض أمام المحاكم الانسانية الدولية .
  • نعبر عن خيبة املنا لبرود المجتمع المدني الاروبي اتجاه مقتل الياس الطاهري، رغم انه كان ابشع من
    مقتل الامريكي جورج فلويد ، الذي الهب الشارع في كل اروبا.

. – ندعوا كل مكونات المجمع المدني المغربي الى جمع كل المعطيات الممكنة حول القتلة الستة ،لكشفهم
بوجوههم الحقيقية، والعمل على جعل سلطات بلادنا تتخذ قرار توقيف كل من قد يدخل التراب المغرب من
بينهم . وارجاعه من حيث أتى ، فالمغرب لا يرحب على ترابه، بالمقترفين لجرائم ضد الانسانية

  • نأمل ان تقوم مصالح وزارة الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، أن تواكب
    تطورات هذه الجريمة وتآزر اسرة الضحية .وان تجعل تمثيلياتها تقوم – على احسن وجه – بمهامها المنوطة
    بها لحماية مصالح وحقوق وكرامة مغاربة العالم، وان تقوي وتنوع قنوات التواصل معهم.
    ولا يفوتنا ان نعبر عن اعتقادنا بان مواجهة الجريمة العنصرية ، وخاصة ضد المغاربة ، تتطلب من
    جارتنا ،الدولة الاسبانية . ان تتوفر على الارادة السياسية الصادقة ، لمحاربة ثقافة الميز العنصري المنتشرة
    لدى عدة اوساط اسبانية ، وبين صفوف افراد من قوات حفظ النظام الاسبان .وهذا يتطلب تجنيد كل الوسائل
    والأساليب بما في ذلك التربية والإعلام والردع القانوني .حتي يتم الحد من التأثيرات الخطيرة للوصايا
    الموروثة عن الكاردينال “سيسنيروس” البائدة .ومن نعرات التحريض الاعلامي التي يمارسها اليمين ،
    وبعض فصائل اليسار المتطرف ، مما يسيء لروح التسامح لدى المغاربة ويعكر حسن الجوار الذي يجمع
    المغاربة بالشعب الاسباني ، ليس علي مستوى الجوار الجغرافي فحسب ، بل كذلك على مستويات الجوار
    الانساني والثقافي والتاريخ المشترك بكل آلامه واشراقاته . والتطلع نحو المستقبل ./.

انتهى./.
الدار البيضاء في : 28/06/2020
عن المكتب الوطني
الكتابة الدائمة
رئيس الجمعية :محمد الغزاوني

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*