مائدة مستديرة لتقديم و تقييم كتاب : حفريات في تاريخ الصراع المغربي الجزائري … قضية الصحراء في ظل الملكية الثانية كسياق.

في اطار تنفيذها لبرنامج نشاطها ، وخاصة ما تعلق منه بملف الصحراء . نظمت جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق ، بالمركب الثقافي ” حسن الصقلي ” بسيدي البرنوصي بالدارالبيضاء يوم 23 مارس 2018، مائدة مستديرة ، خصصت لتقديم وتقييم كتاب : حفريات في تاريخ الصراع المغربي الجزائري … قضية الصحراء في ظل الملكية الثانية كسياق. وذلك بحضور مؤلفه الدكتور عز الدين خمريش .ومساهمة الأساتذة:
_ الدكتور حسن اعبيابة .
_ الدكتور حسن الخطابي .
_ الدكتور زهير الخيار.
وقد تميزت أشغال هذه المائدة ، بالحضور المكثف للمدعوين ، الذين كانوا من مختلف الآفاق المعرفية والمهنية . كان من بينهم شريحة هامة من طلبة الجامعة ، وخاصة طلبة سلك الماستر والدكتوراه.
وبتلخيص شديد ، يمكن حصر مجريات اشغال هذه المائدة المستديرة فيما يلي :
1- كلمة الافتتاح التي قدمها الكاتب العام للجمعية الأستاذ عبد المجيد البارودي، حيث عبر في مطلعها عن الترحيب بالحضور، و الشكر للاساتذة الجامعيين الذين حضروا لتناول موضوع اللقاء .كما وجه الشكر الى السيد رئيس مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي . والى السيد مدير المركب تلثقافي .على تفضلهم بقبول استضافة هذا النشاط المتميز .
كما تضمنت كلمة الافتتاح تعريفا سريعا بجمعية مبادرة للمواطنة والحقوق، التي اسست من طرف أطر جمعتهم روح المواطنة وتشبثهم بنبل مباديء حقوق الإنسان. بنزاهة وموضوعية بعيدا عن كل اصطفاف . تحذوهم ارادة قوية للمساهمة في تقوية مناعة بلادنا وتحسين صورتها. وذلك في ظرفية تحول فيها المجال الحقوقي الى منصة لاستهداف الدول و ضرب استقرار الشعوب وتفتيت وحدتها . الامر الذي جعل هذه الجمعية تنطلق من المرتكزات الاساسية التالية :
– بث روح المواطنة و ثقافة السلوك المدني .
– التشبث بنبل مبادىء حقوق الانسان و مناهضة التطرف.
– دعم فضائل الاستقرار والثقة في المستقبل.
2- بعد كلمة الافتتاح ، اخذ الكلمة السيد رئيس الجمعية المنظمة ، الأستاذ محمد الغزاوني . مذكرا بموضوع اللقاء وبالاهمية التي يكتسيها الكتاب الذي تم توقيعه مؤخرا في جناح جامعة الحسن الثاني بالمعرض الدولى للكتاب بالدار البيضاء .، من طرف مؤلفه الدكتور عز الدين خمريش. استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء. ورئيس مركز الدراسات و الابحاث السياسية والاستراتيجية لشؤون وقضايا الصحراء . استاذ زائر بكليات الحقوق بسطات والمحمدية وبالرباط اكدال.
ثم انتقل المتحدث الى تقديم الاساتذة الذين سيقومون مشكورين بتقديم وتقييم الكتاب موضوع اللقاء. وهم السادة :
أ – الدكتور حسن الخطابي. أستاذ بجامعة الحسن الاول بسطات ، رئيس مركز الدكتوراه سابقا . بكلية الحقوق بسطات.
ب – الدكتور حسن اعبيابة ، استاذ بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء و رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات والابحاث الاستراتيجية .
ج – الدكتور زهير الخيار ، استاذ بجامعة الحسن الاول بسطات . خبير ومؤطر في مجال التنمية المحلية .
وبعد هذه الفترة التقديمية، اعطيت الكلمة للدكتور حسن الخطابي ، الذي ذكر في مداخلته بالمكانة التي تحضى بها قضية الصحراء لدى جميع المغاربة . تلك المكانة التي وجدت صداها بروح اكاديمية في كتاب الدكتور عزالدين خمريش، ثم انتقل المتحدث الى استعراض الجوانب القانونية والديبلوماسية التي تضمنها الكتاب . فابرز اهمية التسلح بمضامين هذا الكتاب في مواجهة مغالطات خصوم الوحدة الترابية للمغرب باعتبار الكتاب وثيقة ذات قيمة اكاديمية متميزة جاءت لتغني المكتبة المغربية ، ولاستدراك النقص في التواصل الاكاديمي حول قضية الصحراء . كما دعى الدكتور الخطابي الى ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات . لمد الباحثين والمهتمين وعموم الناس ، بما يحتاجون من معارف اكاديمية حول القضية و تطوراتها على المستويات القانونية واليبلوماسبة . مما يساعد في اكتساب مهارات وتقنيات الترافع من اجل القضية الوطنية .
بعد مداخلة الدكتور حسن الخطابي ، جاء دور الدكتور حسن اعبيابة ، معتبرا ان هذه المائدة المستديرة ، مناسبة متميزة لتقديم الكتاب و مؤلفه ، مبرزا ان هذا الكتاب له قيمة اكاديمية جد هامة ، من حيث انه تضمن تأريخا و توثيقا لمراحل تطورات قضية الصحراء، على المستوى السياسي وعلى مستوى القرارات الدولية ، ومواقف مختلف الاطراف. . كما اكد المتحدث انه كتاب يعطى تحليلا معمقا للملف، من شانه ان يساعد في الترافع المبني على المعرفة الاكاديمية .
اما الدكتور زهير الخيار فقد ركز مداخلته على الجوانب التنموية التي تطرق لها الكتاب .وفي هذا الجانب تعرض المتحدث للمجهودات التنموية وللاوراش المفتوحة بالصحراء وما آلت اليه من نتائج غيرت وجه المنطقة وانتقلت بها الى آفاق تنموية واعدة .
وبعد مداخلات السادة الاساتذة . فتح المجال امام مداخلات وتساؤلات الحاضرين ، وقد كان من بينهم واحد من أبناء القبائل الصحراوية المعروف بدوره كواحد من شيوخ تحديد الهوية . وكذلك واحد من الاطر العليا للادا رة المغربية الذين ساهموا في تاطير عمليات تحديد الهوية . وهذا ما ساهم في إغناء أشغال هذه المائدة المستديرة و في تعميق النقاش .
وقد اتاحت مداخلات وتساؤلات الحضور ، الفرصة من جديد امام السادة الاساتذة الذين تفاعلوا معها بعودتهم لاعطاء المزيد من التوضيحات بشان ما طرحته من قضايا.
وهذا ما ينسجم مع ما تسعى اليه الجمعية المنظمة ، من تمكين للمغاربة ، والشباب منهم بالخصوص ، من معرفة بالقانون الدولي و آلياته . وعلى اساليب الحوار وطرق الاقناع والترافع من أجل قضية الوحدة الترابية للممكلة المغربية .
وفي الاخير جاء دور مؤلف الكتاب الذي تجاوب مع ماجاء في مداخلات السادة الاساتذة وفي تساؤلات وآراء الحضور .
وقد عبر الدكتور عز الدين خمريش ، عن شكره وامتنانه للسادة الأساتذة وكل الذين ساهموا في مناقشة كتابه . شاكرا الجمعية المنظمة التي بادرت لتنظيم هذه المائدة المستديرة.و احسنت
تنظيمها .
وواصل حديثه قائلا ان كتابه ؛ كما جاء في المداخلات السابقة ، هو عبارة عن مرافعة قانونية وسياسية وتاريخية للدفاع عن حقوق المغرب وموقفه في النزاع المفتعل حول الصحراء ، ذلك ان هذا الكتاب تضمن حقائق تاريخة وقانونية ، كلها تثبت مغربية الصحراء .كما اشار الى ان هذا الكتاب تضمن جردا وتناولا لمختلف قرارات الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن الدولى والوحدات السياسية الفاعلة في مراكز القرار الدولي. واجمالا فان هذا الكتاب قدم للقاريء وكل مهتم ، حقائق وبراهين وأدلة قوية ؛ قانونية وتاريخية وسياسية على مغربية الصحراء. وفقا لمباديء القانون الدولي والعلاقات الدولية . كما أشار الى الاوراق المهترئة والهامشية التي يثيرها خصوم المغرب ودعاة الانفصال. مؤكدا في هذا السياق على ان قضية الصحراء ، هي قضية نزاع سياسي من حيث التصنيف الدولي وليست قضية تصفية استعمار كما يدعي الخصوم عند حديثهم عن اللجنة الرابعة .
وجدير بالذكر ان هذه المداخلة خصصت فقرة هامة للحديث عن الثورة التي احدثتها المؤسسة الملكية في العمل الدبلوماسي المتعلق بالقضية الو طنية . الامر الذي مكن المغرب من تحقيق اختراقات هامة على المستوى القاري والدولى . وخلص الى القول ان قضية المغرب قضية عادلة وجدت في الديبلوماسية الملكية ، الدفاع القوي الذي كانت في حاجة اليه.
وما تجدر الاشارة اليه ، ان السادة الاساتذة و كل الحاضرين عبروا عن تثمينهم لمبادرة الجمعية و لحسن التنظيم .وعلى الاختيار الصائب لتناول ملف القضية الوطنية الاولى .
وفي النهاية تناول الكلمة رئيس الجمعية المنظمة ليشكر الجميع على المساهمة القيمة في هذا اللقاء الذي جاء ليغني رصيد هذه الجمعية في مجال الدفاع عن القضية الوطنية . حيث سبق ان نظمت لقاءا تواصليا بالمركب الثقافي سيدي بليوط في الدار البيضاء حول الاوضاع القانونية والانسانية لساكنة مخيمات تندوف على ضوء القانون الدولى الانساني . وحول نفس الموضوع تم تنظيم لقاء تواصلي بقاعة المحاضرات للمجلس البلدي لمدينة ورززات. وذلك الى اصدار عدة بيانات تتعلق بحالة الاحتجازوالانتهاكات التي تعاني منها ساكنة مخيمات تندوف.
و اكد المتحدث ان هذه الجمعية تصر على ان تعمل بتاطير اكاديمي من طرف جامعاتنا واكاديمييها لنشر ثقافة الترافع من اجل قضايانا الوطنية باقوى الحجج واسلم الطرق وانجعها . واختتم حديثه بالتأكيد على ان الجمعية ستستمر في تنفيذ برامجها واداء رسالتها رغم انعدام الوسائل..