تقرير  حول اللقاء التواصلي المنظم حول: الأوضاع الإنسانية والحقوقية لساكنة مخيمات تندوف

       من أجل اعلان مشروعها المتعلق بتنظيم ملتقى وانجاز ملف حول الأوضاع الإنسانية والحقوقية لساكنة مخيمات تندوف وللتعريف ب وبالغايات المرجوة منه , وللتعبير عن استنكار استمرار سلطات الجزائر في احتجاز هم دون وجه حق.

              نظمت الجمعية لقاءا تواصليا, بالمركب الثقافي سيدي بليوط, يوم 20أكتوبر 2016  . خضرة جمهور مكون من بعض  طلبة السلك الثالث  ومثقفين ومهتمين  ,  في شبه غياب للمنابر الصحفية التي كانت الجمعية  تعول عليها  , للمساهمة في تبليغ مشروعها  للرأي العام  ولأوسع جمهور ممكن , ولهذا   تمت دعوة عدد كبير منها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن” راديو بليس “وموقع” المغربية نيوز” كانا استثماءا, حيث تفضلا بتغطية هذا اللقاء ونشر تصريح لرئيس الجمعية .

         وقد تميز هذا اللقاء بالكلمة الافتتاحية التي  تقدم بها الكاتب العام للجمعية السيد عبد المجيد البارودي . ذكر خلالها بدواعي تأسيس جمعية ” مبادرة للمواطنة والحقوق ” باعتبارها جمعية وطنية مستقلة للتفكير والاقتراح والمبادرة  , كما قدم للحاضرين الأرضية التي تحدد منطلقات الجمعية و مجالات اهتمامها . بعد ذلك قدم تعريفا مختصرا  برئيس الجمعية الأستاذ محمد الغزاوني ,ثم أعطاه الكلمة  حيث  ابلغ الحاضرين عناصر المشروع الذي تعمل الجمعية على انجازه والمتمثل بتنظيم ملتقى وإعداد ملف حول الانتهاكات التي ارتكبت و ترتكب في حق ساكنة مخيمات تندوف , سواء خلال عمليات الاقتياد القهري لسكان بوادي الصحراء نحو هذه المخيمات أو أثناء الاحتجاز المفروض عليهم بالقوة طيلة ما يزيد عن أربعة عقود.

       وتهدف الجمعية إلى تضمين أشغال هذا الملتقى معززا بوسائل الإثبات وكذلك المعالجة القانونية التي تتعلق بالتكييف القانوني للممارسات الحاطة بالكرامة والانتهاكات والجرائم المرتكبة في حق هذه الساكنة , وفي مقدمتها, جريمتا الاختطاف والاحتجاز , وذلك على ضوء القانون الإنساني الدولي . ثم نشره والتشاور مع الشركاء في مسألة الترافع بشأنه أمام الجهات ذات الصلة .

        ويرجع  إدراج  هذا الملف ضمن برنامج الجمعية إلى : أولا- واجب التضامن مع هؤلاء المحتجزين والوقوف إلى جانبهم باعتبار مواطنين مغاربة  , ولكونهم بشر يتعين الدعوة  إلى تحريرهم  من حالة الاحتجاز , وتخليصهم من انتهاك الكرامة وحالات دوس الحقوق وخنق الحريات . ويعود هذا الاختيار. و ثانيا- إلى كون مخيمات تندوف تعد من أهم الأوراق التي تلوح بها جبهة البوليزاريو ويتحجج بها النظام الجزائري, إلى جانب ورقتي حقوق الإنسان واستغلال الثروات .         و الحال أن هذه المخيمات شرع في إقامتها منذ 1974 وتم جلب المزيد من المحتجزين إليها.  اثر إعلان المغرب عن تنظيم المسيرة وخاصة بعد الاتفاقيات المبرمة في اجتماع يومي 21و22 أكتوبر 1975 المنعقد في بلدة  المحبس,  بين اسبانيا وجبهة البوليزاريو والمخابرات الجزائرية .

    ولهذا , فان الجمعية تسعى إلى إبراز السياق التاريخي  لإقامة هذه المخيمات و إلى كشف الجهات المتورطة في الترحيل القسري للسكان من موطنهم الأصلي والزج بهم في مخيمات تندوف لأغراض سياسية ببعلق بطموحات نظام الجزائر , وتوصيف أوضاعهم , على ضوء القانون الإنساني الدولي .

     وقد انتهز السيد محمد الغزاوني فرصة هذا اللقاء , فاستعرض التطورات والإحداث التاريخية التي عرفتها المنطفة والتي تشكلت في ثناياها دوافع وأهداف  النظام الجزائري وجبهة البوليزاريو لإقامة هذه المخيمات’  بتلك الطرق القذرة و المهينة للكرامة الإنسانية , كما تطرق للتواطؤ الاسباني الذي جاء في إطار سعي الدولة الاسبانية إلى خلق حراك محلي يساير  مخططاتها في مواجهة المغرب .ثم انتقل رئيس الجمعية للحديث عن الدور الذي لعبته المسيرة الخضراء في حسم الموقف وإجبار اسبانيا على إيقاف السير في المخطط المشترك بينها وبين نظام الجزائر وجبهة البوليزاريو وبدل شرعت في

التفاوض  مع المغرب ثم الجلاء عن المنطقة وتسليم السلطات لمالك الأرض.

      كما تطرق في حديثه إلى التقارير الدولية المحايدة التي تفضح سرقة المساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة المخيمات .و التقارير التي تتطرق للانتهاكات المرتكبة في حق هذه الساكنة من تعذيب  ,  واغتصابات وتزويج بالأكراه وانتزاع الأطفال من أمهاتهم وإرسالهم إلى كوبا  وإجبارهم على حمل السلاح.وغير ذلك كثير من مما يتعرض لها هؤلاء الناس  من قهر موغل في الوحشية  , ناهيك عن الممارسات الحاطة بالكرامة من قبل الجنود الجزائريين وخاصة في حق النساء  , وأشار في نفس السياق إلى أن هذه الساكنة , لم تسجل ولم يتم إحصاؤها  إلى تاريخه رغم نداءات المنتظم ألأممي  والمنظمات الإنسانية الدولية .

      وفي ختام هذا اللقاء , أعاد المتحدث التذكير  , بمفاصل المشروع الذي تنوي الجمعية انجازه , مؤكدا أن الجمعية تسعى إلى إن تجد من بين الخبراء المغاربة ومن أساتذة الجامعة, من يساهم في تأطير هذا العمل  , وذلك حتى نتمكن من انحاز ملف تتوفر فيه عناصر الموضوعية والمصداقية  ,و المعايير الدولية  والشروط التقنية اللازمة , ثم وضع مخطط جيد الإتقان للترافع في شأنه , كأرضية للمساهمة في الدفاع عن حق ساكنة مخيمات تندوف في التحرر, من وضعية الاحتجاز المفروضة عليها وفي  التمتع بكامل حقوقها , وفق ما تنص عليه القوانين الدولية ذات الصلة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*