بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب

في رحاب ذكرى 1979/8/14



1- لماذا بدأ الاحتلال الاسباني من وادي الذهب؟ -منذ القرن الخامس عشر كانت شواطىء المغرب الاطلسيةموضوع اهتمام من طرف الاستعمار الاوروبي . وذلك بالتزامن مع حملة اسبانيا ضد مسلمي شمال افريقيا (الموروس) واشتهر وقتها كاكبر محرض ( الكاردينال الاسباني ..سيسنيروس ) الذي اطلق اسمه على الداخلة وقت احتلالها .

  

ويرجع اهتمام اسبانيا بوادي الذهب لعدة عوامل كان أهمها إدراكها ان من يراقب هذه المنطقة ، فانه يتمكن من المغرب ويحكم الخناق علية وعلى تجارته الافريقية . ولعل واقعة إقدام الجزائر على إغلاق ممر الكركرات في وجه الحركة التجارية ، أعاد الى الأذهان بان هدف خنق المغرب ومحاصرته مازال قائما . يتولى النظام الحاكم في الجزائر ، مهمة رعايته المباشرة وتنفيذه موظفا في سبيل ذلك كل ثروات الجزائر وأجهزة الدولة التي اصبحت منذ 1962 دولة وظيفية في المنطقة .
2- المغرب من هزيمة اسلي14 غشت1884 الي عودة وادي الذهب 14غشت1979: – بعد هزيمة المغرب في معركة اسلي 14غشت 1844امام فرنسا التي استغلت فرصة ضعف المغرب فتحركت لعقابه على مقاومة الشعب الجزائري للاحتلال الفرنسي .

 

هذه الهزيمة حررت اسبانيا من تخوفاتها من المغرب الذي كان مهاب الجانب معزز المكانة في أعين جيرانه الاروبيين والعثمانيين. فبادرت بالشروع في توسيع المجال الارضي المحيط بسبتة المحتلة ، الامر الذي تصدت له بقوة مقاومة قبائل “لنجرة” فاستغلت إسبانيا ذلك وأعلنت الحرب على المغرب واحتلت تطوان عام 1859.
هكذا اذن بدأت عملية تمزيق وحدة تراب المغرب بسبب دعم شعب الجزائر ، التي اصبحت دولته بعد استقلالها المغشوش . الواجهة المكشوفة لمعاكسة استرجاع المغرب لصحرائه الجنوبية عام 1975.
اذن في تلك الظروف العصيبة . وبعد معركتي ايسلي امام فرنسا ومعركة تطوان امام اسبانيا، توفرت الظروف التي سمحت لاسبانيا باعلان حمايتها للساحل المغربي ، الواقع بين راس بوجدور و الراس الابيض بتاريخ 26 دجنبر 1884. وأرسلت بعثة لإقامة منشآت تجارية بخليج وادي الذهب كان على رأسها ضابط المشاة “بونيلي” لكن في غضون شهرين انتفضت قبائل وادي الذهب وحرقت المنازل الخشبية التي أقامها بونيلي وقتل واعتقال رجاله .وذلك يوم 09 مارس1885 .
وقد عرقلت المقاومة وتحركات سلطان المغرب تقدم اسبانيا لإكمال ضم الأراضي المستهدفة لحمايتها . فلم يتمكن الجنرال الاسباني “بنس ” من دخول لكويرة حتى 30يونيو1920 بدعم من الجيش الفرنسي الذي كان قد احتل شنقيط .ووقتها كان المغرب مكبل الإرادة تحت الحماية الفرنسية.وأمام مقاومة القبائل في الجنوب كما في مختلف مناطق الشمال لم تتمكن اسبانيا من دخول السمارة حتى 1934 والعيون 1935 وبئر كندوز سنة 1937. وهي السنة التي كانت قد توقفت خلالها المقاومة المسلحة في كافة جهات المغرب وانطلقت المقاومة السياسية التي أسست لانطلاق مقاومة مسلحة بعد نفي محمد الخامس .
وجدير بالذكر هنا ،ان السلطان مولاي عبد العزيز . بمجرد علمه التحركات فرنسا في بلاد شنقيط .قام بإرسال بعثة يرأسها الأمير إدريس ابن السلطان مولاي سليمان وعضوية حسنة ابن الشيخ ماء العينين .وحملها ظهائر تعيين القياد والعمال وكذلك ، شحنة من الأسلحة. و حلت هذه البعثة بالمنطقة عام 1905 . حيث بادر الأمير إدريس بعقد مؤتمر حضرته كل القبائل الصحراوية من واد نون الى تخوم شنقيط . والتي قدمت 1100جمل زكاة شرعية للمخزن وتم تكوين جيش من 900 مقاتل ، قاده مولاي إدريس في هجوم استهدف الجيش الفرنسي المرابط بتكانت ، فتراجع الفرنسيون الى ما وراء تيجيكجا.
ورغم الصعاب تواصلت المقاومة الى ان تحقق الاستقلال . وشات الأقدار ان تكون عودة وا دي الذهب الى حضن الوطن يوم 14غشت 1979وهو نفس اليوم الذي كان قد هزم فيه المغرب بايسلي يوم 14غشت 1844.وهو الحدث المشؤوم الذي أتاح لاسبانيا فرصة التقدم لاحتلال اجزاء من تراب المغرب في إطار عملية تجزئة قذرة مارستها دول مؤتمر برلين .
يتبع الحلقة (-ب -المقبلة ) بعنوان :ذكريات من أحاديث رجالات المقاومة وجيش التحرير من الداخلة .
محمد الغزاوني
رئيس جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*