اليوم العالمي لتعميم الانتفاع بالمعلومات

معلومات أساسية

إن الحق الشامل في الانتفاع بالمعلومات هو أمر أساسي لسير الحياة الديمقراطية للمجتمعات ولرفاه الأفراد. وتشكل حرية تداول المعلومات أو الحق في الانتفاع بها جزءا لا يتجرأ من الحق الأساسي في حرية التعبير. وهذا الحق منصوص عليه في المادة ١٩من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1966 الذي ينص على أن الحق الأساسي في حرية التعبير يشمل حرية ’’ استقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية‘‘.

وإدراكا لأهمية الحق في الانتفاع بالمعلومات في شتى أنحاء العالم، واستنادا إلى إعلان المنهاج الأفريقي الذي اعتُمد في مؤتمر عموم أفريقيا بشأن الانتفاع بالمعلومات الذي عقد في أيلول/سبتمبر 2011، وشاركت فيه هيئات حكومية وبرلمانية ومهنية إقليمية ودولية عديدة وغيرها من هيئات المجتمع المدني، وعبرت المجموعة الأفريقية فيها عن تأييده لاضطلاع اليونسكو بصورة رسمية باعتماد يوم 28 أيلول/سبتمبر بوصفه ’’ يوما دوليا للحق في الانتفاع بالمعلومات‘‘.

ما الداعي إلى الاحتفال بيوم الحق في الانتفاع بالمعلومات

ولإن وجود حكومة قائمة على الانفتاح والشفافية هو مكون أساسي من مكونات الدولة الديمقراطية المتطورة، فإن الحصول على المعلومات — على نحو ما ينص عليه إعلان المنهاج الأفريقي بشأن الانتفاع بالمعلومات — هو ’’ حق لكل الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين، وأن هذا الحق يشمل البحث عن هذه المعلومات، والوصول إليها، وتلقيها من الهيئات العامة والخاصة التي تمارس العمل العام، كما يشمل واجب الدولة في الكشف عن هذه المعلومات‘‘.

وعلى الرغم من الأهمية الأساسية لهذا الحق بالنسبة إلى تيسير الانتفاع بكل الحقوق الأخرى وإلى إقامة بيئة عادلة ومنصفة، ثمة بلدان لم تزل تفتقد إلى القوانين الوطنية بشأن الانتفاع بالمعلومات بوصفه حقا قانونيا في حد ذاته.

وأصبح الناس في مختلف أنحاء العالم يطالبون أكثر فأكثر بممارسة المشاركة المدنية بقدر أكبر في الشؤون العامة وبتوخي الشفافية. وتندرج في هذا السياق ضرورة تمييز الحق الدولي المقصود في وقف يوم إعلامي له يجري فيه الترويج للحق في الانتفاع بالمعلومات. فإن ذلك لا يتيح إمكانية اعتماد تاريخ محدد لنشر رسالة متسقة على الصعيد الدولي، وإنما يتيح كذلك تيسير التنسيق عبر مبادرات مشتركة لتوعية الجمهور وتبادل الإعلام بين المنظمات في إطار يوم معترف به عالميا.

ومع أن الترويج لتداول المعلومات والشفافية يمثل بطبيعة الحال نشاطا مستمرا يجري طوال العام، فإن تمييز يوم محدد للتعاون خلاله هو أمر يتسم بالأهمية بالنسبة إلى الدفاع عن هذه المسألة — إذ أنه يتيح بث رسالة موحدة عن ضرورة الانتفاع بقدر أكبر بالمعلومات لتوعية الجمهور.

سبب اختيار تاريخ 28 أيلول/سبتمبر

حُدد يوم 28 أيلول/سبتمبر ليكون يوما موقوفا للتوعية بأهمية الحق في الانتفاع بالمعلومات في شتى أنحاء العالم. ومنذ أن استُحدث الاحتفال بهذا اليوم، أصبح تاريخ 28 أيلول/سبتمبر يتسم بأهمية تاريخية ويؤثر تأثيرا عميقا بوصفه أحد أهم أيام المناسبات السنوية الخاصة بالحريات التي يُعنى بها المدافعون عن تداول المعلومات في شتى بقاع العالم.

واحتُفل بهذا اليوم أصلا في صوفيا، ببلغاريا، باعتباره يوم ’’ للحق في المعرفة‘‘، اجتمع خلاله — في مؤتمر عقد في الفترة من 26 إلى 28 أيلول/سبتمبر 2002 — عدد من المدافعين عن حرية التعبير من 15 بلدان ليروجوا للشفافية وللشعور بالمسؤولية على صعيد الحكومات. وكانت البلدان المشاركة في تلك الفعالية هي أرمينيا وألبانيا وبلغاريا والبوسنة والهرسك وجنوب أفريقيا وجورجيا ورومانيا وسلوفاكيا وليتوانيا وهنغاريا ومقدونيا والمكسيك ومولدوفا والهند والولايات المتحدة الأمريكية. وأفضت تلك الفعالية إلى إنشاء تحالف دولي للمدافعين عن حرية التعبير أصبح يُعرف على المستوى الدولي باسم شكبة المدافعين عن حرية تداول المعلومات، وهو تحالف وافق على اتخاذ مبادرات دولية ترمي إلى تحسين الانتفاع بالمعلومات على الصعيد العالمي. واتفق المشاركون على أن يكون تاريخ اختتام ذلك المؤتمر — 28 أيلول/سبتمبر — هو يوم للحق في المعرفة، على أن يُحتفل به سنويا على ذلك الأساس.

واعترفت اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، في قراها 222 لدورتها العادية الخمسون، رسميا بذلك اليوم. ولا يقترن تاريخ 28 أيلول/سبتمبر حاليا بأي مناسبة خاصة في التقويم السنوي للمناسبات الخاصة بالأمم المتحدة أو باليونسكو.

الاحتفال بهذه المناسبة

ثمة مجموعة كبيرة من المنظمات التي تعمل حاليا في مجال الانتفاع بالمعلومات. وتضطلع هذه المجموعة بصورة منتظمة بتنسيق أنشطة عديدة عن الانتفاع بالمعلومات. وسيسترعي إعلان اليوم الدولي مزيدا من الانتباه إلى مسألة الانتفاع بالمعلومات وإلى أهميتها الأساسية بالنسبة إلى وجود البشر. وسيمنح الاحتفال بهذا اليوم كذلك وزنا أكبر لمسألة الانتفاع بالمعلومات وسيبرزها للعيان وسيزودها بالاعتراف وسيكفل التعامل معها بقدر أكبر من الجدية من جانب الأطراف المعنية، وخصوصا الحكومات الوطنية.

ويرتبط تاريخ 28 أيلول/سبتمبر بمجموعة من الأنشطة التي يُضطلع بها فعلا، ولا سيما بمؤتمرات وحلقات عمل ومسيرات وحفلات موسيقية ومطبوعات تتعلق بالانتفاع بالمعلومات، إضافة إلى التماسات جماعية تدعو الحكومات إلى اعتماد وتطبيق قوانين بشأن الانتفاع بالمعلومات. ويتيح تنفيذ مثل تلك الأنشطة المحددة الغرض وتوسيع نطاقها والاضطلاع بها بصورة منتظمة في إطار يوم خاص معترف به رسميا يتيح إشراك وتثقيف المواطنين والسلطات العامة بشأن أهمية الانتفاع بالمعلومات بوصفه حقا أساسيا من حقوق الإنسان.

العلاقة الناظمة بين هذه المناسبة والتنمية المستدامة

هناك صلة خاصة بين اليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، إذ تنبع رسالته من:

  • الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة المعني بالاستثمار في البنى الأساسية للمناطق الريفية والتنمية التكنولوجية
  • والهدف 11 المعني بتعزيز الروابط الإيجابية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بين المناطق الحضرية والمناطق المحيطة بالمناطق الحضرية والمناطق الريفية
    والهدف 16 المعني بإعداد مبادرات بوضع ضمانات دستورية و/أو نظامية و/أو سياسية وتطبيقها لضمان وصول الجمهور إلى المعلومات.
  • وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أولت اليونسكو مسؤولية رصد تنفيذ الغاية 16.10.2 على الصعيد العالمي والتي تدعو كل البلدان إلى ضمانة حصول الجمهور على المعلومات وحماية الحريات الأساسية بما يتماشى مع التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*