متى كانت الكيانات الارهابية شريكا في صنع السلام !

جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق ، كمنظمة غير حكومية ، تنطلق من التشبث بالمبادئ النبيلة لحقوق الانسان
و مناهضة التطرف والعنف . تتابع عن كثب ، عودة الأمم المتحدة للحديث عن دعوة الأطراف المعنية بنزاع الصحراء “موريتانيا -البوليساريو-الجزائر- المغرب ” الى إعادة اطلاق المحادثات من أجل إيجاد حل توافقي لهذا النزاع الذي طا ل امده . ومما تأسف له هذه الجمعية ، ان من بين هذه الأطراف ، كيانات متورطة في ممارسة العنف وفي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ، وخرق اتفاق وقف اطلاق النار بذرائع واهية .الى جانب علاقاتها المتشابكة مع حركات إرهابية ، وتحويل مخيمات تندوف الى حاضنة للإرهاب ، ومدرسة تتخرج منها قيادات إرهابية. الامر الذي يهدد الامن والسلم بالمنطقة ، ويمثل خرقا واضحا لميثاق الأمم المتحدة ، الذي يؤكد في مادته الأولى على حفظ السلم والامن ، ومنع الأسباب التي تهدده. والحال اننا نفترض بان المنظمة الأممية ووكالاتها ذات الصلة ، لا تجهل السجل الأسود لميليشيات البوليساريووشركائها في مجال تهديد السلم في المطقة ، و في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وجدير بالذكر ان هذه الانتهاكات، تم توثيقها في تقارير محايدة انجزتها مراكز بحث ومنظمات دولية معروفة. ناهيك عن الجرائم التي رافقت تجميع سكان بادية الصحراء، بعد ان أغلقت اسبانيا المدن الصحراوية في وجوههم، لتسهيل اقتيادهم قسرا الى مخيمات تندوف التي كانت قائمة منذ سنة 1974، بواسطة شاحنات الجيش الجزائري. وتلك الجرائم يمكن التحقيق بشأنها مع الضحايا الذين مازالوا احياء، وهم كثر، وقد وقع ذلك مباشرة بعد الاتفاق الاسباني الجزائري الذي نتج عن اجتماع يومي 21و22 أكتوبر 1975 ببلدة المحبس. برئاسة الجنرال سالا زار وضابطين من جيش الجزائر، وبعض قادة جبهة البوليساريو. ناهيك عن سرقة الإعانات الإنسانية الدولية التي كانت موضوع تقرير من مصالح الاتحاد الأوربي .
ولا يخفى على أحد ان مخيمات تندوف المغلقة و المحاصرة، ضدا على مبادئ القانون الإنساني الدولي، تمارس فيها ميليشيات البوليساريو ووحدات الجيش الجزائري ، انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان .تلك الانتهاكات
التي بلغت حد قتل شبان صحراويين حرقا وهم احياء ، والعالم يتفرج ، مما أصاب الناس بالذهول . وذلك بالموازاة مع رفض ا لسلطات الجزائرية القاطع ، للاستجابة لطلبات المجتمع الدولي الرامية الى تسجيل واحصاء محتجزي مخيمات تندوف.
فأمام هذا الخطر ، فان المرء ليتساءل بحرقة ، عن كيف تستساغ دعوة كيانات هذا حالها ، لتكون طرفا في صنع السلام ، والمشاركة في البحث عن مخارج وحلول للنزاعات ؟
وجدير بالذكر أن هذه الاطراف ، ما ان عين السيد الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه الخاص للصحراء ، حتى شرعت الجزائري و البوليساريو، في اعلان الشروط المعرقلة لمهامه قبل ان يشرع فيها . وهذا ما يؤكد في اعتقادنا ، ان البحث عن حلول للنزاعات ، لا يعقل ان يترك مفتوحا لعبث القوى الهدامة .
انتهى./.
حرر في الدار البيضاء بتاريخ : 14/10/2021 رئيس جمعية مبادرة للمواطنة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*