بيان ادانة لتلاعب برلمان اوروبا بمبادىء حقوق الانسان

تابعت جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق بتركيز كبير ، الحوادث المؤسفة والاليمة التي كانت مسرحا
لها مؤخرا ، مدينة سبتة بالشمال المغربي على الضفة الجنوبية لغرب المتوسط، وواكبت عن كثب ، ما ترتب عنها من تفاعلات ومواقف ، وخاصة تلك الصادرة عن المغرب واسبانيا والبرلمان الأوروبي الذي أقحم نفسه مبكرا الى جانب اسبانيا.
وقد سجلت الجمعية ، ما شاهده العالم اجمع ، من تدخل عنيف لوحدات الجيش الاسباني التي نزلت غازية
مدينة سبتة ، محمولة في ناقلات جند مصفحة ، مدججة بالأسلحة وقنابل الغاز ، حيث مارست اعتداءاتها في حق المدنيين العزل ومن بينهم قاصرين ، مما تسبب لهم في إصابات متفاوتة الخطورة .
وفي ذات الوقت قامت الجمعية ، ومنذ اليوم الأول لهذه الاحداث ، بالتحري والبحث ، في مدى صحة الاتهامات
الاسبانية للمغرب باستخدام القاصرين . لكن هذه الجمعية لم تعثر على ما يثبت ان سلطات المغرب قامت بنقل او دفع اوتشجيع القاصرين لولوج سبتة .
لكن الجمعية ، وقفت مندهشة امام التسرع الذي طبع اصدار البرلمان الأوروبي، لبيان يتهم فيه المغرب، بخرق
الاتفاقيات الدولية لحقوق الأطفال ، وذلك في تناقض صارخ مع الوقائع التي تشهد على عنف الجيش الاسباني .واكثر من ذلك ان هذا البيان تضمن اتهام المغرب بالاعتداء على حدود أوروبا . وهذا ما جعلنا نعتبر ، ودون تحفظ، ان بيان برلمان اوروبا ، بيان فاسد ، وفاقد للمصداقية ، وانه من جهة ، يورط أصحابه في مواقف تكشف عن روح استعمارية .ومن جهة أخرى يهدد الامن والسلام الدوليين ، وذلك لعدة اعتبارات نذكر منها :
1-أن البرلمان الأوروبي باعتباره مؤسسة قارية ، لا يحق له ان ينصب نفسه ، باي حال من الأحوال ، بديلا
للمنظمات الأممية ذات الاختصاص والانتداب الرسمي ، في مجال مراقبة مدى التزام الدول باحترام القانون الدولي الإنساني .
2- أن البرلمان الأوروبي لم يكلف نفسه بالتحقق النزيه والمستقل ، من الوقائع التي لم يشاهد منها العالم سوى
الحجج التي تثبت بالملموس ، تورط جيش اسبانيا في استخدام القوة المفرطة في حق مدنيين عزل مسالمين ومن بينهم قاصرين . ولعل سكوت البرلمان الأوروبي، عن هذه الممارسات المدانة ، دليل اخر على تلاعب البرلمان الأوروبي بمبادئ حقوق الانسان ، والاستعمال المشبوه لها .
3- ان هذا البيان ، تضمن التأكيد علي اعتبار ، حدود اوروبا تبدأ من الأراضي التي تستعمرها اسبانيا ، بالشواطئ الشمالية للمملكة المغربية ، غرب البحر الأبيض المتوسط .وغير خاف ان هذا الموقف ، الى جانب كونه يكشف مضامين الوجدان الاستعماري المدان ، فهو يدوس على التوازنات الدولية لممر بحري له أهمية دولية ، فلا يمكن قبول ان تتحكم أوروبا في ضفتي غرب المتوسط.
وهكذا ، وبناء على ما سبق ، وانطلاقا من تشبث الجمعية بنبل مبادئ حقوق الانسان ، ومناهضتها لتشويهه ،
ولتحريف القانون الدولي الإنساني ، فإننا نعتبر بيان البرلمان الأوروبي سابق الذكر مرفوضا شكلا ومضمونا .ونستنكر كل تشويه لمبادئ حقوق الانسان التي لا يمكن باي حال من الأحوال ان تتساكن مع المواقف الاستعمارية الني تتشبث بها بعض الأوساط في هذه المؤسسة الأوربية .
وفي الأخير ، لا يفوتنا ان نوجه الدعوة لعقلاء أوروبا بالعمل على جعل هذ البرلمان يتوقف عن الاستخدام غير
السليم لحقوق الانسان، وعن روح التعالي الاستعماري التي تسيء لروح الجوار ولحق شعوب المنطقة في التعاون والتضامن من اجل الامن والسلام والتنمية بعيدا عن كل نزوع الى الهيمنة . وحرر في : 24يونيو 2021

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*